اجتمعت في القنيطرة كل الموبقات المهكلة، لكن أسوأ ما فيها هو التدبير العشوائي، سواء من قبل المجلس الجماعي، الذي لم يضع لحد الآن خطة عمل واضحة ولا استراتيجية لديه، لكن “كملاتها وجملاتها” بوجود العامل فؤاد المحمدي، باعتباره ممثل سلطة الوصاية، أي وزارة الداخلية، الذي لا يهمه شيئا في المدينة، ورغم قضائه حوالي ثماني سنوات في المدينة، لأسباب مجهولة حيث يتم تنقيل رجال السلطة في فترة أقل، فإنه لم يقم على مراقبة أي مشروع من المشاريع المتوقفة، التي دشنها جلالة الملك، وسنعود لهذا الموضوع بالتفصيل.
لكن اليوم نقف عند ظاهرتين تؤرقان سكان المدينة، الأولى تتعلق بانعدام الأرصفة، وهي مهمة السلطات المحلية، وبما أن السيد العامل فؤاد المحمدي، الذي يقول إنه له نفوذ وحماية كبيرة في الرباط، لا يرعف ماذا يجري بالمدينة لأنه لا يغادر مكتبه إلا لزيارة أصدقائه من أعيان المدينة ولا يعبر الشوارع، التي تعاني من الازدحام نتيجة احتلال الملك العمومي.
المعروف أن العامل تصله كل صغيرة وكبيرة عبر التقارير التي تنجزها مصلحة الشؤون العامة، وبالتالي فإن كل شيء يصله، فإن لم يكن يعرف فهذه طامة كبرى، وإن كان يعرف ويسكت عن هذا الوضع فهذه الطامة الأكبر.
أما ثاني الظواهر التي لا تعني العامل رغم أنه هو بنفسه متضرر منها وهي الغبار الأسود، الذي يغطي سماء المدينة، ورغم الاحتجاجات المرفوعة من قبل الجمعيات والمنظمات، فإن العامل فؤاد المحمدي لم يحرك ساكنا في هذا الملف.
يبدو أن المحمدي لم يعد يعنيه شيء بالمدينة لأنه يعرف أن وقت رحيله عنها قد اقترب، وبدأ مقربون منه يروجون أنه ستتم ترقيته إلى والي في إحدى الجهات.
التعليقات مغلقة.