جماعة الحوافات مع العيدودي .. مسار تنموي و إصلاحات جوهرية في مختلف القطاعات

“مصادر.انفو-الحوافات”

أكد صاحب الجلالة غير مامرة على الدور الجوهري للجماعات الترابيـة، بمختلف مستوياتها، في المساهمة في رفع تحدي إصلاح التعليم والاهتمام به، اعتبارا لما أصبحت تتوفر عليه هذه الجماعات من صلاحيات، بفضل الجهوية المتقدمة، وذلك من خلال إعطاء الأولوية لتوفير المؤسسات التعليمية وتجهيزها وصيانتهـا، خاصة في المناطق القروية والنائية، لتقريب المدرسة من الأطفال في كل مناطق البلاد.
فإصلاح التعليم هو قضية المجتمع بمختلف مكوناته، من قطاعات حكومية وجماعات ترابية ومجالس استشارية ومؤسسات وطنية وفاعلين جمعويين ومثقفين ومفكرين، دون إغفال الدور المركزي والحاسم للأسرة في التربية المبكرة للأطفال، ومتابعة مسارهم الدراسي وتقويمه.
فهذا الورش الوطني الكبير يقتضي الانخراط الواسع والمسؤول للجميـع، من أجل كسب هذا الرهان، وتحقيق أهدافه، داخل الآجال المحددة.

هذه التوجيهات الملكية السامية أدت إلى مضاعفة جهود الجماعة الترابية الحوافات بإقليم سيدي قاسم، والسيرورة على تحدي الأوضاع الاجتماعية واستباق الزمن من خلال تحقيق برامج تنموية واعدة والانشغال بخلق مشاريع وإنجازات ذات بعد اجتماعي تستجيب لحاجيات ومتطلبات الساكنة.

فقد عمل المجلس القروي الحالي منذ توليه تدبير شؤون الجماعة الترابية على تعميم التمدرس بالعالم القروي، وخاصة بالنسبة للفتيات، اللواتي ينتمين للفئات المعوزة ، من خلال توفير الشروط والبنيات الأساسية الكفيلة بتمكينهن من مواصلة دراستهن، حيث بلغ الغلاف المالي الذي تم تخصيصه لهذا القطاع تشجيعا للتمدرس مايناهز 16مليون درهم تماشيا مع التوجهات الملكية السامية الرامية إلى إعطاء جانب التربية والتكوين بالغ الأهمية لما له من دور أساسي في تحقيق التنمية المحلية والقضاء على الهدر المدرسي والجهل والأمية.

وصلة بذات الموضوع فإن تلاميذ الجماعة كانوا يعانون مرارة التنقل وتحمل أعباء الكراء في المناطق المجاورة قصد تتمة دراستهم بالمستوى الإعدادي ، مما كان يشكل عبء ثقيلا على الأهالي والآباء وبخاصة الفئات المعوزة ويؤدي حتما إلى الانقطاع عن التمدرس في سن مبكرة، هذا الأمر شكل لدا الدكتور عبدالنبي العيدودي رئيس المجلس القروي للحوافات أرقا كبيرا وهو يتتبع هذا الوضع المؤلم لطفولة لها الحق الكامل في التعليم والتمدرس، فتم إحداث الثانوية التأهيلية الحوافات على الطريق الجهوية 413 بمواصفات وجودة تحترم معايير التربية والتكوين بتعاون مع السيد عامل الإقليم إبراهيم أبو زيد والسيد مدير الأكاديمية الوطنية للتربية والتعليم والتكوين المهني ، حيث تستقبل الثانوية حوالي 640 تلميذ وتلميذة من أبناء الجماعة وضواحيها، ثانوية خصصت لها الجماعة مساحة الهكتار والنصف حتى تستجيب بشكل إيجابي لظروف التمدرس المتقدم والجيد.

هذا الإنجاز التربوي الذي خلق ارتياحا لدى الساكنة وفتح آفاق شاسعة أمام التلاميذ من أجل الاستمرار في الدراسة والتحصيل العلمي والمعرفي تجسيدا للعناية الفائقة التي ما فتئ المجلس القروي إيلاءها لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، التي يعتبرها رافعة للتنمية المتوازنة وعماد تأهيل الرأسمال البشري. جاء بعد الاهتمام بالطفل القروي الذي كان محروما لسنوات طويلة من ولوج المدرسة من خلال إنشاء مدرسة سبو النموذجية للتعليم الأولي التي أنجزها المجلس القروي سنة 2016 بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مساحة 3000متر مربع طاقتها الاستيعابية 210 طفل وطفلة من أطفال الجماعة. و ذلك بغية النهوض خصوصا بأوضاع الطفولة في ارتباطها بالتعليم المبكر، لما له من انعكاسات إيجابية على الفرد والأسرة والمجتمع.

وتماشيا مع نفس المخطط التربوي الذي يشكل أساس كل تنمية حقيقية داخل كل مجتمع ، وفي فترة تحمل المجلس القروي الحالي مسؤوليته الكاملة في تدبير الشأن العام المحلي وفي إطار الشراكة مع الوزارة الوصية على التعليم فقد تدخلت الجماعة القروية بغلاف مالي قدره 1.1 مليون درهم لإحداث دور المياه وبناء بعض الأسوار وترميمها بمجموعة من مدارس الجماعة وكذا إعدادية عمر الخيام .

ولم يكتف المجلس القروي بهذا الحد بل وفق مقاربة طموحة وجريئة تضع المصلحة العامة فوق أي اعتبار وفرت الجماعة القروية أزيد من 9 حافلات للنقل المدرسي هذه السنة من أجل نقل التلاميذ من مكان إقامتهم إلى المؤسسات التعليمية وبالمجان، هذا الأمر الذي حبذته الأسر القروية وهي سابقة من نوعها أقبل عليها المجلس دون الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم . إضافة لذلك خصص المجلس القروي دعما ماليا سنويا لدار الطالب والطالبة بالحوافات قيمته 10مليون سنتيم . هذا وقد تم تخصيص حوالي 10في المائة من ميزانية 2019 للاستمرار في دعم التمدرس و60مليون درهم للبنزين لحافلات التمدرس المجانية في إطار ميزانية سنة 2019 ولم يتم برمجتها لسيارات الجماعة كما ادعى بعض المضللين في فضاء التواصل الاجتماعي .

إضافة لذلك فإن المشاريع التي رأت النور في عهد رئيس المجلس القروي الحالي يمكن الاطلاع عليها ومعاينتها على أرض الواقع، فقد تم إنجاز 66كيلومترا من تعبيد الطرق وإنجاز عشر قناطر لفك العزلة عن بعض الدواوير المجاورة. ناهيكم عن تزويد ربط الجماعة بشبكة التطهير السائل الذي يستفيد منه أكثر من ألف أسرة في إطار شراكة بين وزارة الماء ووزارة الداخلية بغلاف مالي قدره 24 مليون درهم، والكهربة العمومية وغيرها من المشاريع التي تدخل في صميم المخططات التنموية للجماعة وهي المشاريع التي برمجتها وتم تحقيق 70في المائة منها في إطار من المسؤولية والتتبع اليومي للأشغال والوقوف على مختلف المحطات والمراحل التي تمر منها ، كما أن المجلس بصدد إعداد شراكة مع المكتب الوطني للماء ووزارة الداخلية لتزويد 63بالمائة بالربط الفردي بالماء الصالح للشرب بغلاف مالي قدره 31مليون درهم بعد حفر 5آبار و22سقاية أو نقطة ماء .

فضلا عن ذلك إبرام شراكة مع كل وزارتي الماء والداخلية للحد من آثار الفيضانات التي تذهب الزرع والضرع من كل سنة وتكبد الفلاحين خسارات كبرى على مستوى المنتوجات الفلاحية والزراعية، هذه الاتفاقيات التي تروم في العمق إعطاء الطابع التنموي لعالمنا القروي الذي ظل لسنوات طوال تحت طائلة الفساد وإهدار المال العام ولا أحد آنذاك كان باستطاعته مواجهة جيوب الفساد.

وإذا كان الأمر يتعلق بمنشآت ذات طبيعة تجهيزية صرفة من أجل إعطاء لجسمنا القروي هيكلا تنمويا من حيث البنيات التحتية والفوقية، فإن المجلس القروي الذي يتجه نحو تخليق الحياة العامة لم ينس في برنامجه السنوي تنظيم مهرجاناته الفنية بهدف التعريف بالمنطقة وبتراثها وجعلها قبلة للمستثمرين وللسياح وللزوار وإنعاش الوعاء الاقتصادي المحلي، إضافة كون المجلس أحسن التدبير المالي من خلال إعداد ميزانياته السنوية التي لطالما كانت تذهب سدى في جيوب سماسرة الانتخابات الذين ألفوا الخوض في المياه العكرة دونما رحمة بالبلاد والعباد.

فعلا إنه النموذج التنموي الجديد الذي يريده عاهل البلاد لوطنه ورعاياه، ربطا المسؤولية بالمحاسبة، وتشجيعا للحياة الكريمة في المناطق القروية.

فهذه بعض من المشاريع التي حققها المجلس القروي على يد رئيسها الشاب القادم من أريافها الدكتور عبدالنببي العيدودي الذي أبى إلا أن يرتقي بواقع جماعة الحوافات إلى ماهو أفضل، شاركا في مخططاته التنموية كل الفاعلين داخل المجتمع المدني باعتبارهم شريكا حقيقيا لتحقيق أي نهضة أو تنمية.

وإذا كانت بعض الأبواق المسخرة أو الأقلام المأجورة تدعي غير ذلك بغاية سيئة مفادها التشويش على عمل المجلس القروي فإن الواقع ليبقى خير دليل على افتراءاتهم الكاذبة.

التعليقات مغلقة.