من بين الشعارات “الطريفة” التي ترفعها الصفحات الجزائرية المشاركة في النقاش الفايسبوكي الداعي للاحتجاج ضد إجبارية التلقيح بالمغرب، نجد شعارا غارقا في الشعبوية يطالب المغاربة “بالتزام المكوث المنازل ابتداءا من يوم الاثنين المقبل لمدة يومين متتاليين”.
وقد استرعى هذا المطلب الفايسبوكي الغريب باهتمام نشطاء المنصات التواصلية ورواد الإعلام البديل بالمغرب، الذين علقوا عليه بكثير من السخرية والاستهزاء، متسائلين كيف لصفحة فايسبوكية أن تفرض على المغاربة “الحجر الصحي” بمنازلهم في وقت تراجعت فيه مؤشرات الجائحة الصحية؟ بل إن هناك من اعتبر هذا المطلب مسرفا في العدمية ولا يعبر عن مشاغل واهتمامات المغاربة في السياق الراهن.
صفحات وحسابات أخرى مماثلة دعت المغاربة إلى “مقاطعة القطارات والأبناك والامتناع عن أداء فواتير الماء والكهرباء …الخ”، بل إن منها من حرّض على الاعتصامات المفتوحة بالشوارع العامة ومقاطعة الدراسة والعمل، وهو ما جعل العديد من المدونين والمغردين المغاربة يتساءلون عن الخلفيات والدوافع الحقيقية لأصحاب هذه المطالب المتطرفة؟ فهل رفض إجبارية جواز التلقيح يبرر مقاطعة الأبناك ووسائل النقل العمومي والانقطاع عن الدراسة؟ يتساءل أحد المدونين في موقع فايسبوك.
إن الركوب على دينامية الاحتجاج بالمغرب ليست مسألة جديدة، إذ سبق لجماعة العدل والإحسان أن راهنت على التوترات الاجتماعية بالمغرب لرفع سقف المطالب السياسية، ولم تنفك تغفل أي شكل احتجاجي يتعلق بالعاطلين عن العمل أو خاص بفواتير الماء والكهرباء.. إلا وضخّت فيه حشودها الشعبية بغرض مواجهة الدولة بالوكالة. كما أن اليسار الجذري ظل دائما متربصا بالعمل الحقوقي واحتجاجات حاملي الشواهد الجامعية وأساتذة التعاقد ليقول للدولة ما معناه “إنني أحتج إذن إنني موجود!”
لكن الجديد اليوم في الاحتجاجات الرافضة لجواز التلقيح هو دخول الجزائر على خط التصعيد الاجتماعي، من خلال المراهنة على ذباب إلكتروني مفضوح مهمته الأساسية هي تحريض المغاربة على العصيان ومواجهة القوات العمومية، مع دعوتهم لالتزام الحجر الصحي في وقت تجاوز فيه العالم بأسره مسألة الحجر الكامل بالمنازل.
وفي تعليق على هذا الموضوع، أكد أحد المدونين الذين تفاعلوا مع الشعارات المتطرفة التي ترفعها الحسابات الفايسبوكية الجزائرية “يبدو أن الجزائر التي تعيش هذه الأيام ترسبات الذكرى النوفمبرية تحاول نقل الثورة إلى المغرب بالتزامن مع شهر نوفمبر الحالي”، قبل أن يردف تعليقه بما يلي “لكن للأسف، الدولة التي تفشل في توفير الفول لمواطنيها، وهو أقرب إلى العلف منه إلى الغذاء، لا يمكنها أن تنجح نهائيا في الحروب السيبرانية المتطورة، وهي المصنفة في الرتبة 136 عالميا في مستوى تدفق الأنترنت.
التعليقات مغلقة.