محمد زيان.. “محامي متجول” يهين الصحافة ويزدري المحاماة

بقلم: أبو علي

لم يكن المصور الصحافي الذي طرح تساؤلا عرضيا على محمد زيان على هامش محاكمته بمدينة الرباط، يستفسر فيه عن حالته النفسية، ينتظر أن ينهل جواب النقيب السابق من محبرة نواقض الوضوء صغيرها وكبيرها.

فالمحامي الكبير في السن لم يفهم طبيعة ومقاصد هذا السؤال العادي، الذي كان يستفسر عن مدى استعداده النفسي لخوض هذه المحاكمة، فانبرى يشنف أسماع الصحافيين والمصورين والرأي العام بكلام “المراحيض” الغارق في مجاري الصرف الصحي.

ولم تكن هذه مجرد زلة لسان من النقيب السابق، بل كانت هي لسان حاله الدائم، فقد اعتاد محمد زيان الحديث عن الأعضاء الحميمية للمتهمين كلما سأله الصحافيون عن واقعة إجرامية من الوقائع التي كان ينوب فيها. وكأن هذا المحامي الكبير في السن لا يرى في الصحافيين سوى ماسورة لتمرير المياه العادمة التي تخرج من صنبور الماء الآسن، الذي ينطلق من فمه المفتوح على كل قنوات الصرف الصحي.

وبهذه الخرجات المسرفة في الهذيان والشتائم، لا يسيء محمد زيان للصحافة والإعلام فقط، بل يمتهن كرامة المحامين ويحط من منزلة مهنة النبلاء، خصوصا عندما يمعن هذا المحامي الكبير في السن في الترافع في الشارع العام، وفوق الرصيف وفي قارعة الطريق، في تجسيد لضرب جديد من ضروب المحاماة وهو ” محامي متجول” على غرار البائع المتجول الذي يعرض سلعته في الشارع العام.

وإذا كان محمد زيان لا يرأف لحاله، لأن من هان جاز الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام، كما يقول البيت الشعري القديم، إلا أن خرجاته المتواترة وعثراته المتواصلة باتت تفرض الحجر عليه من طرف الهيئات المهنية التي ينتمي إليها. لأن الرجل بات يرمي الناس والمؤسسات العامة بالحجارة، وهي مسألة تلطخ سمعة مهنة المحاماة وتسائل دور النقيب الممارس في حماية شرف المهنة ومدى التزام منتسبيها باحترام هيبة القضاء وصون الأعراف المهنية.

فهل يتشرف المحامون بمعاينة زميل ونقيب سابق يترافع في الشارع العام، ويتلو العرائض والمذكرات الكتابية وهو يمشي جائلا لا تنقصه سوى عربة مجرورة بدابة؟ وهل صون سمعة المحاماة يتم بالجهر بكلام الغائط والبراز وغيره من فحش الحديث؟ وهل احترام دور الصحافة في التواصل والإخبار يقتضي الحديث إليها بكلام ساقط مثلما قاله محمد زيان في مرافعة الشارع؟

وإذا كان محمد زيان لا يحترم الصحافيين، على الأقل هذا ما تظهره تسجيلات ومحتوى مرافعة الشارع، فإن الصحافيين على النقيض من ذلك يحترمون مهنة المحاماة وينأون بها عن أن تكون هي أول مهنة يظهر فيها “الرويبضة”! فلا يمكن لمهنة المحاماة أن تصير متجولة ولا جائلة ولا حتى مجرورة بدابة في الشارع العام.

فالمكان الطبيعي لتلاوة العرائض، ومناقشة الطلبات الطارئة، وتقديم الملتمسات الكتابية، وبسط الدفوع الشكلية… هو ردهات المحاكم، وليس الشارع العام في مكان وارف الظلال تحت شجرة! فمن يقوم بذلك إما أنه ينتحل صفة محامي أو أنه محامي يهيم على نفسه في الطرقات مثل أي بائع متجول، مع احترامنا للباعة المتجولين.

 

عن موقع برلمان كم

لقراءة المقال من مصدره

http://www.barlamane.com/?p=944428

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.