بقلم: أبوعلي
هناك الكثير من الناس يسألون عن السبب الحقيقي الذي قد يدفع عفاف برناني لنشر تدوينات “التضامن” مع سليمان الريسوني المحكوم في قضية محاولة هتك عرض بالعنف.
ومرد هذا التساؤل هو أن عفاف برناني لم تكن يوما صحافية ترتبط برابطة الزمالة مع سليمان الريسوني، وإنما كانت موزعة هاتف ومكلفة بتدبير صفحة الإشهار والإعلانات في جريدة أخبار اليوم وموقع اليوم 24 في زمن “الصولات الجنسية لتوفيق بوعشرين”.
لكن عندما يظهر السبب يبطل العجب كما يقول المثل العربي المأثور. فمن يعرف قضية عفاف برناني يدرك جيدا بأن سليمان الريسوني وزوجته هما من انتدبهما المعطي منجب لمهمة إيواء وتأجير سيارة أجرة لنقل عفاف برناني إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء خلال ترتيب عملية الفرار نحو تونس بعد متابعتها بتهمة القذف والتبليغ عن جريمة وهمية تعلم بعدم حدوثها!
ومن يستقرئ تاريخ هذه القضية، المعروضة هي الأخرى على القضاء، يدرك أن المعطي منجب كلف وقتئذ كتيبة متمرسة تضم كلا من سليمان الريسوني وزوجته وعبد اللطيف حماموشي بمهمة الإيواء والنقل وصرف العملة، قبل أن يتكلف هذا الأخير بالمحطة الأخيرة من العملية وهي اصطحاب عفاف برناني إلى تونس وتقديمها ك “قربان” لرئيس إحدى الهيئات المهنية للصحافيين هناك.
ولئن كانت عفاف برناني تحاول رد “الجميل” لسليمان الريسوني من خلال تدوينات “التضامن” التي تكتبها من بلاد العام سام، الذي رحلت إليه مؤخرا بعد خرقها لقانون الإقامة بتونس، فإن تدوينات هذه الأخيرة تسيء لسليمان أكثر ما تخدم مصلحته!
فعفاف برنان تتحدث في تدوينتها عن الجلسة الأخيرة استئنافيا في “قضية” سليمان الريسوني، وهذا اعتراف من موزعة الهاتف السابقة بأن سليمان إنما هو متابع في قضية زجرية فيها طرف شاكي من أصحاب الاختيارات الجنسية المختلفة. وهذا في حد ذاته قرينة ضد سليمان لا يمكن التضامن معه فيها بشكل غير مشروط، كما تفعل عفاف برناني، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعترف بحقوق الأقليات الجندرية.
كما أن ادعاء عفاف برناني بأن سليمان الريسوني الذي ساعدها يوما على الفرار من المغرب يتعرض “لأبشع أنواع الظلم باسم العقوبة والعقاب”، هو إمعان في الاعتراف أيضا من موزعة الهاتف السابقة بأن متابعة سليمان الريسوني هي متابعة قانونية ومطبوعة بالشرعية والمشروعية، لأنها تتم في إطار أحكام القانون الجنائي الذي هو قانون “العقوبة والعقاب”.
فسابقا قال الكاتب اللبناني سعيد تقي الدين “من يزرع الريح يحصد العاصفة”! فعندما كان المعطي منجب وعبد اللطيف حماموشي ومحمد رضا يتحايلون لمساعدة عفاف برناني على انتحال صفة صحافية، رغم أنها لم تكتب مقالا واحدا في حياتها، وبالرغم من تكذيب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، فإنهم لم يكونوا يستحضرون وقتها بأنهم يصنعون “فقاعات هوائية” منفوخة بالغباء، حتى أنها عندما أرادت “التضامن المزعوم” مع سليمان الريسوني فإنها كشفت، من حيث لا تدري، حقيقة جرائمه. وحالها في ذلك لم يكن ببعيد عن واقعة اللقلاق أو الطائر الحزين عندما أراد تقبيل ابنه الصغير فأصابه بالعمى!!!
التعليقات مغلقة.