تعيش مدينة المضيق خلال هذا الصيف لحظات انتعاش جلية خاصة في المجال السياحي وما يرافقه من نهضة تنموية يشرف عليها المجلس الجماعي الذي يقوده عبد الواحد الشاعر.
هذه الملامح المتألقة بدت واضحة من خلال محطات أساسية منها تلك المشاريع المبرمجة والتي سترى النور قريبا، ناهيك عن التنشيط الثقافي والفني والسياحي الذي تم من خلال مهرجان العنصرة الذي يحظى باهتمام متميز من طرف القيمين عليه.
وكانت المحطة الأولى لهذا الانتعاش التنموي في المضيق، من خلال ما كشف عنه رئيس جماعة المضيق عبد الواحد الشاعر، من مشاريع عديدة سترى النور في هذه المدينة الساحلية.
وشدد الشاعر على أن هذه المشاريع تدخل في إطار العناية الملكية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجماعات الترابية.
مبرزا، أن جلالة الملك بعنايته السامية يولي أهمية قصوى للدور الجوهري التي تقوم به الجماعات المحلية بمختلف مستوياتها.
ووفق تصريحات الشاعر التي ادلى بها لمجلة نادي الصحافة، فإن جماعة المضيق عرفت تغيرا كبيرا على جميع المستويات سواء عمرانيا او اقتصاديا واجتماعيا. في هذا الباب تدخل المشاريع المقبلة
المتعلقة بالقطاع السياحي وقطاع الصحة أيضا وعدد من القطاعات الأخرى ذات الأهمية القصوى.
ومن بين تلك المشاريع التي كشف عنها الشاعر، المركز الصحي الجديد لحي بوزغلال، والمركز الخاص بتصفية الكلي، ومركز معالجة السكري والمركز الخاص بالإدمان.
وتبقى باقي المشاريع التي سترى النور قريبا، العائد الأساس منها ستستفيد منه الساكنة، وشدد الشاعر على أهمية المرافق الصحية التي تساهم في توفير العلاج للمواطنين.
ملمح آخر من تألق المضيق يتمثل في مهرجان العنصرة الذي عاد بقوة هذه السنة وبحلة جديدة تكتسي روح الابداع والجمال بعد غياب دام سنتين.
وفي توضيحاته حول دورة هذه السنة من مهرجان العنصرة، قال الشاعر، إن الدورة الثالثة تميزت بفقرات تراثية وفلكلورية متنوعة، وعرض شريط توثيقي حول طقوس العنصرة، إلى جانب تكريم بعض الشخصيات التي أغنت المخزون التراثي المغربي الأصيل ، وعلى رأسهم الفنان الراضي الدردابي الذي يعتبر من أبرز الفاعلين في احياء هذه التظاهرة خلال عقود مضت .
وبعد أن اكد أن احتفالية العنصرة بمدينة المضيق اصبحت تشكل مظهرا قويا من مظاهر التراث الثقافي اللامادي لمنطقة جبالة الغنية بعاداتها وتقاليدها، أضاف بأنها تعتبر أحد اهم الاحتفالات التي تعبر عن خصوصية المنطقة، إذ توافق نهاية الموسم الفلاحي وبداية موسم الصيف.
وبالنسبة للشاعر، فإن هذا الاحتفال يتخذ في المخيال الجماعي لجبالة ، ابعادا ثقافية واجتماعية ودينية وفنية ورمزية وتاريخية وصوفية.
وتابع عبد اولاحد الشاعر توضيحاته في ما يتعلق بالمهرجان المذكور، مشيرا إلى أن الهدف الأسمى من إحياء هذا التراث ببعده التاريخي والحضاري، والانساني هو تجسيد لروح السلام والتلاقح الثقافي مع قيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، و حفظ وصيانة التراث اللغوي والثقافي للمنطقة بمختلف تلاوينه، وتجلياته.
والجدير بالذكر أن مهرجان العنصرة عاد بعد سنتين من التوقف بسبب وباء كوفيد 19، وهو ما أوضحه الشاعر قائلا، إنه بعد توقف دام سنتين بسبب تفشي وباء كورونا، فإن إقامة الدورة الثالثة لمهرجان العنصرة لهذه السنة تزامنت مع احتفال الشعب المغربي بعيد العرش المجيد.
ويختم الشاعر توضيحاته، مبرزا أن الجمعية المنظمة للمهرجان تعمل على صون هذا التراث الثقافي للمدينة باعتباره مشتركا جماعيا، يخص ساكنة المنطقة بالدرجة الأولى، وأن هذا المهرجان مظهر من مظاهر تثمين تراث المنطقة وإبراز تنوعها وغناها، ومساهمة لدعم التنشيط السياحي والثقافي لمدينة المضيق القبلة السياحية الشهيرة بالشمال المغربي.
التعليقات مغلقة.