المرأة المغربية: تاريخ من العطاء والكفاح

سلمى خربوش

 

إن المرأة المغربية كانت على مر الزمان مصدر فخر واعتزاز لهذا الوطن، وإنما اليوم باقية على نفس النهج لا تغيرها حروف الدهر ولا ينال من عزمها تلون أيامه وكثيرا ما سمعنا عن نساء مغربيات نقشت أسماؤهن بماء الذهب على صفحات المجد، بما قد منه للوطن الغالي من أمور عظام قد يستعص على الرجال أحيانا الإتيان بها.

ولعل في فاطمة الفهرية التي بنت جامعة القرويين خير مثال لهؤلاء النسوة إضافة إلى المجاهدات البواسل اللائي قاومن الغزوات من فجر التاريخ إلى الاستقلال.

واليوم، والحق يقال والواقع شاهد على ذلك تمكنت المرأة المغربية من بلوغ أسمى الدرجات فنراها تارة واليا لصاحب الجلالة على جهة من الجهات مع ما يقتضيه هذا المنصب من صرامة والتزام بالمسؤولية. وتارة أخرى وزيرة وسط الحلة التي تسير أمور البلاد والعباد، وإن في هذا الخير دليل على أن المرأة المغربية وخلافا لنظيرتها في الحضارة الغربية التي تتغنى بحقوق المرأة  أمام أضواء الإعلام وتستعيدها في ظلمات الإشهار والسينما حتى سلفوا عنها كل ما يمنحها الاعتزاز بنفسها وأنوثتها.

إن في هذا لدليل على أن المرأة المغربية تشغل ركن عماد الأمة، محافظة على أصالتها الموروثة التي جعلت منها منطلقا توازن به بين القديم والجديد وهو ما يمنحها صفة التميز بين كل النساء قاطبة.

وإن الواجب يقتضي هنا العمل الدؤوب الرصين على النظر في كل أحوال المرأة المغربية ومحاولة التقدم بها إلى الأفضل على الدوام، حيثما كانت هذه المرأة في الشمال أم في الجنوب، في السفح أم في الجبل حتى تظل مسايرة للركب، والركب لا ينتظر مجتمعا تقبع فيه المرأة في أعماق التخلف.

التعليقات مغلقة.