القرآن والسنة ومصادر الفتنة

من الواضح والبديهي أن الأشياء التي نستوعبها جيدا نعبر عنها بشكل جيد. وعكس ذلك يبقى الغموض سيد الموقف.سياق هذا الكلام يأتي في إطار الضّجة المفتعلة التي  سببتها زيارة  المدعو “عدنان إبراهيم” إلى المغرب بحيث قيل أنه (هنا) لإلقاء مجموعة من محاضراته في مساجد بمختلف المدن المغربية، خلال ما تبقى من أيام شهر رمضان .وعند هذه النقطة يحق لنا أن نتساءل: هل البلاد بكل مؤسساتها ومعاهدها الدينية،هي عقيمة إلى درجة أصبحنا في حاجة لإستيراد عقول غيرنا في هذا المجال .ثانيا وحتى نتجنب أي بلبلة قد تقود إلى الفتنة، ألم يكن الأجدر في هذا الشهر الفضيل أن نستدعي علماء في مختلف علوم الحياة وكل ما يمكن أن يساهم في تنمية القدرات العقلية للمغاربة لتصبح بيوت الله كما هي للعبادة، مراكز أيضا، للاستفادة من علوم أخرى تنفع المغاربة في بيوتهم وحياتهم فوق هذا الكوكب  بشكل عام.؟ وعلى سبيل المثال، ما المانع من عقد دروس في علوم الطب والإسعافات الأولية وغير ذلك  من المواضيع التي تعمل على إنماء الخلايا العقلية للمواطنين المغاربة، بدل تزكية الخلايا النائمة والعائمة في بحر التطرف  بأحاديث منحولة ومحرفة عن مواضعها تهدف في البداية والنهاية إلى خدمة أجندات جهات معينة باسم الدين الإسلامي. إذن نعود لنسأل هنا، الذين فكروا في استقدام الداعية “عدنان إبراهيم ” ليقوم بجولة داخل مساجد المملكة، هل هي جولات لوجه الله أم مدفوعة الأجر بالعملة الصعبة والإقامة في فنادق خمس نجوم من أجل أن يحدث المغاربة بسلسلة من “العنعنة” وكان وأخواتها في الرضاعة والصراع حول خلافة الرسول ومن قتل عليّ والحسن والحسين ولا بأس أن ينقلب إلى زاوية تسعين درجة ليحدثنا أيضا، عن مسألة التحكيم وسياسة الداهية معاوية وقميص عثمان بن عفان …وكما قالت العرب إلعن يزيد ولا تزيد. من جهة أخرى والمضحك جدا، أن يقوم أهل “القومة” وأهل “السلفية” الذين كانوا بالأمس يحرضون فلذات أكبادنا على اعتناق أفكار متطرفة ومتكلسة كالعمش على العين هم من ثارت ثائرتهم وانفجرت حناجرهم منددين بقدوم الداعية عدنان ابراهيم وفي مقدمتهم الشيخ حسن الكتاني الذي اعتبره في سلسلة من النقاط التي أدرجها في حسابه الفيسبوكي، بأنه رجل يتهكم ويطعن في مجموعة من الصحابة الكرام وأنه رجل الخرافات بادعائه امتلاك الحكمة والكرامات، بل زاد الشيخ الكتاني بقوله أن عدنان هذا “أظهر ولاؤه للطغاة وجلوسه معهم ومدحهم. وهو نفسه الذي ملأ الدنيا سبا وشتما لصحابة اتهمهم بأنهم طغاة. فهل طغاة الماضي ملعونون وطغاة العصر ممدوحون؟ ” لكن الغريب في أمر هؤلاء “المتفقهين” هو ما ذكره أيضا الشيخ الكتاني في تدوينته المعلومة بأن “عدنان”ينكر عذاب القبر … وهذه من عقائد إسلامية ثابتة ومنكرها ضال باتفاق طوائف المسلمين” وحول هذه النقطة يعرف الشيخ الكتاني أن عدنان يلتقي مع “أبو فحص”… ونافلة القول نقول، لهذا وذاك ادخلوا محاجركم المظلمة ودعوا المغاربة يبحثون عمن ينير عقولهم بالأعمال والأفعال الصادقة.وليسوا في حاجة لمن يعلمهم كيفية غسل الميت وتزيع الإرث واختلاط الجنسين ولحية الرجل ….

التعليقات مغلقة.