بدا من الواضح مؤخرا ان البيت الداخلي لفريق الاتحاد القاسمي، قد بدأت جدرانه الهشة بقلة الخبرة و لجوء زبانية البيع و الشراء الى تسيير فريق عريق كان يقض مضجع الرجاء و الوداد البيضاويين و الجيش الملكي في عز ملكوته و جبروته الكروي، -بدأت- بالتآكل، فهذا البيت الذي كان في بداية الولاية الأخيرة يظهر في صورة القصر الذي تعيش فيه عائلة مالكة قوية، ها هو اليوم يأكل ابناءه بعضهم البعض ضاربين عرض الحائط ميثاق “الملح و الطعام” الذي كانوا شركاء في أكله سواء في الظلام أو في النور .
هذا التقديم البسيط، هو صورة عامة عن الوضع الداخلي للمكتب المسير للاتحاد الرياضي القاسمي لكرة القدم، الذي خرجت صراعاته الخفية الى العلن بصيغة حادة جدا في الأسبوع الأخير، لسيما بعد ان بدأ كل ذي قوة يصفي حسابه مع معارضيه داخل المكتب على حساب الخبرة و الكفاءة المتواجدة لدى بعض هؤلاء الذين يعارضهم، حتى و لو أنهم كانوا جميعا قد ساهموا في الكساد البشري و التقني اللذان يضربان بسيطة “الإيسكا”، وهذا رغم انهم حاولوا إيهامنا ان الفريق على خير و بخير، و ان لا شيء يحوم من طير أبابيل السوداء يحوم فوق سماء المكتب، و ان الصراعات الداخلية غير موجودة الا في مخيلة البعض كما زعموا .
جدار العزلة الذي كان يحجب عن الجماهير القاسمية الصراعات الداخلية الموجودة داخل المكتب المسير، و الذي بناه المكتب -اي الجدار- بتواطئ مع قواه الاعلامية التي تحاول ان تعتم على الشائع من الحقائق في علاقة الأعضاء فيما بينهم، هذا الجدار قد تكسر مع الحملة ” التطهيرية” الاخيرة التي جاءت في وقت غريب، لسيما ان مهندسوها تجاهلوا الجمع العام و جعلوه شكليا، وهذا ما كان يثير الاستغراب في تلك المدة، لكن الأن عرفنا خلفيات تفريغ الجمع العام من مضمونه و جعله محطة استراحة مدتها 30 دقيقة في رحلة كان مخططو المكتب قد بدؤوها قبل ذلك بكثير .
تقزيم عدد اعضاء المكتب من 23 عضوا الى 11 بتشكيلة غريبة اصبح فيها لدى المكتب مستشار و نائبه، و هي الصيغة التي لم يسبق لعبد ضعيف مثلي ان وقف عليها في مكتب اخر، و تنحية وجوه رغم اختلافنا معها الا انه لا يمكن اغفال خبرتها في التسيير و التدبير كالكاتب العام السابق “ازناك” مثلا، و الترويج بانه سيتولى مهمة الكتابة الادارية، التي قيل انها ستحدث لاول مرة في المكتب، و هذا ما لم نره الى حدود الساعة، و في القضية فيها اكثر من إن، و رائحة السيسة في هذا طاغية، فازاحة الرجل الوحيد الذي خرط ليتواصل مع الجماهير و يحدثهم عن الملعب و مشاكله، لا يبدو لي أمرا بريئا ولا سليما .
ورغم ان البعض يحاول الترويج بان مثل هذه الامور قد تحدث في اي مكتب اخر، الا ان هذا القول يبقى درءا للرماد على العيون، فما حدث ايضا في اختيار مدربي الفئات الصغرى، زاد في تثبيت الشكوك، فإلى جانب اقصاء مجموعة من المدربين الذين كانوا مرشحين بقوة للاستمرار في تدريب الفئات الصغرى للفريق، و ما تبع ذلك من انتقادات وجهها اعضاء داخل المكتب نفسه لتلك الاختيارات، واجماع الجماهير القاسمية على احقية مدرب ك”عادل العگر” في الوجود على رأس مهمة تدريب فئة صغرى و هو صاحب التكوين العالي، و الرجل الذي لطالما كانت له مشاكل مع المكتب بسبب ارائه و رفضه التام لعدد من قرارات المكتب، و هذا ما جعله ينتفض في وجه رئيس المكتب و اعضائه امام مقر النادي فاضحا و متفوها بكل ما كان يسره في نفسه لمدة حول سياسة المكتب .
تشرذم البيت الداخلي للنادي، و طفو الصراعات فوق سطحه، زاده بلة تعليق للكاتب العام السابق للمكتب الذي خرج عن صمته و مر مباشرة للسرعة القصوى، و تنبأ بأنها بداية نهاية الفريق، و خرج من جبته و هو المارس العارف لخبايا المكتب الذي ظل يدير شؤونه لسنين، و قال ان الواجب هو القضاء على “بجوعران” ، و كلنا نعرف ان مهمة “بوجعران” هي دحرجة “براز” الحيوانات، و هذه اشارة واضحة الى انه أدرك بأن تنحيته كانت بفعل فاعل لعب لعبة “بوجعران” ليزيح الرجل عن منصبه .
وبما أنني أطلت على عكس عادتي، فاني سأختم أسطري هاته، بسؤال وحيد هو .. من يطفئ حريق البيت الداخلي للإيسكا قبل ان يتحول الى هشيم ؟
التعليقات مغلقة.