في ظل الجمود و الركود الذي تعرفه الساحة الثقافية بمدينة سيدي قاسم و الإقليم، نجد اسم “ليلى حجامي” الشاعرة و الزجالة المبدعة مقترنا بمحاولة راقية لكسر هذا الوضع البارد الذي يقتل مدينة “الشمس” رويدا رويدا، ورغم ان اسمها ارتبط أساسا بإصداراتها الزجلية و الشعرية، الا انها تنشط لسنين طويلة في العمل الجمعوي الثقافي، و تسهر على زرع بدرة خير ثقافية في أرض قاحلة تكالب عليها الإنتهازيون و المرتزقة .
صاحبة “صبر الدالية” هي رئيسة فرع رابطة كاتبات المغرب بمدينة سيدي قاسم، و مؤسسة منتدى تيسرى للإبداع، و تشتغل لأكثر من عقدين من الزمن إلى جانب أستاذة اخرين في نشر الوعي الثقافي و الأدبي و الفكري عبر تنظيم انشطة و ندوات و مسابقات بالمؤسسات التعليمية، و ساهمت في الدفع بعجلة الإبداع لدى عدد كبير من تلامذة ثانويات و إعداديات مدينة سيدي قاسم بمتابعتها و تأطيرها لشابات و شبان وجدوا لديهم مقومات الكتابة الأدبية بكل أجناسها .
زجالة و شاعرة ابنة مولاي ادريس زرهون، ظلت وفية لانتمائها للمغرب العميق، و اختارت ان تغني خزينة مدينة سيدي قاسم التي سكنتها لعقود باكثر من ست مؤلفات أدبية و عشرات المحاضرات و الندوات دون ان تنتظر المقابل، في زهد طالما اتسمت به كاتبة ديوان “الرجوع الله” التي لا يمكن لقارئها المخلص إلا ان يلمس عمق الشاعرة المتصوفة الزاهدة في كل حرف من الأحرف التي تخطها أناملها .
اليوم، نجد “ليلى حجامي” كصخرة ثابتة في مقابل الكثير من الابتذال و السخافة التي تعج بها الساحة الثقافية في مدينة سيدي قاسم من مجون بعض أصحاب الفن السابع إلى تفاهة و استرزاق أخرين بإسم الثقافة و الأدب، -نجدها- تصر على الاستمرار في موعدها الشهري الادبي الرقيق الذي تعطي فيه لمحب الكلمة العطرة فرصة ليلتقي بشعراء و ادباء من مختلف بقاع العالم، بمساعدة فريق من الادباء و الباحثين من داخل منتدى تيسرى للإبداع و جمعية الأمل للموسيقى و فرع كاتبات المغرب الذين أبو الا أن يخلقوا فعلا ثقافيا حقيقيا بمدينة سيدي قاسم .
التعليقات مغلقة.