كوفيد19 بإقليم آسا الزاك

  • بقلم : محمود حديدي

 

شهد العالم منذ أشهر قليلة هجوما شرسا لفيروس صامت ؛ قلب الموازين و أدخل الرعب في قلوب الملايين ؛ و عرى منظومة الصحة العالمية ؛ و أثار عديد الأسئلة حول مدى حقيقة تصنيع الفيروس من عدمه ؛ و هل الأمر عبارة عن حرب بيولوجية قادمة يعتبر كوفيد_19 تمهيدا لها ام أن الوباء عقاب إلاهي .

و بين هذا و ذاك ؛ كانت المملكة المغربية جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الدولية ؛ إذ سعت هي الأخرى جاهدة بكل ما أتيح لها من إمكانيات على قلتها و ضعفها ؛ على مواجهة هذه الجاءحة و إستنفار كل المعدات المدنية و العسكرية و إستدعاء جنود الصف الأول الذين خارت قواهم أمام هذا الوحش العنيد؛ و نفس الأمر ينطبق على إقليم آسا الزاك الذي حافظ على عذريته طيلة الأشهر الأولى من الوباء ما عدى حالات معدودة على رؤوس الأصابع تعود لغير المدنيين و هو أمر قلما حدث في باقي جماعات و مدن المغرب شمالا و جنوبا .

بالموازاة مع ذلك ؛ و عقب بيان وزارة الداخلية و الصحة الذي دعى إلى تشديد الإجراءات على بعض المناطق الموبوءة خلال النصف الأول من شهر يوليوز ؛ و تفاديا للأسوأ أحدثت السلطات الإقليمية لجنة يقظة و تتبع ترأسها عامل إقليم آسا الزاك ؛ و تتكون من كل المصالح المشتركة من أجل الحيلولة دون تحول الإقليم إلى بؤرة حقيقية و هو ما دفع بهذه اللجنة إلى القيام بخطوات استباقية تمثلت في إخضاع كل الوافدين من عمال الشركات و المشاريع المفتوحة بالإقليم لإختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد ؛ و كذلك في صفوف أسرة التعليم و رجال السلطة باختلاف انتماءاتهم .

مجهودات مهمة لكن ؛ بالمقابل كان هناك تراخي ( عند البعض) من الساكنة ممن لم يحملوا الأمر محمل الجد؛ و تعاملوا بنوع من اللاقلق و غض الطرف عن حقيقة الوضعية العامة للوباء ؛ بل هناك حالات تعتبر الأمر غير موجود ( حالات تم الحديث معها في هذا الصدد ) خاصة و أن الإقليم شهد عودة فئة كبيرة من المصطافين من المدن الساحلية( أكادير ؛ العيون؛ سيدي إفني ؛ طانطان … ) و أغلب هؤلاء لم يخضعوا لحجر صحي إختياري؛ بل منهم من خالط الناس و بعد ذلك تأكدت أصابته ؛ و هذه المدن حالات الإصابة فيها تجاوزت المئات في ظل وضع صحي هش ؛ و منظومة متداعية و ارتجالية في إتخاذ القرار ؛ و إعفاءات و تنقيلات في فترة لا تقبل كل هذه التشوهات الجانبية .

إنني هنا لا أحمل المسؤولية فقط للمواطن ( لأن هناك حالات استثنائية ) و الاستثناء لا يقاس عليه ؛ لكن بالمقابل لا يمكن تبخيس الدور المحوري الذي قامت به و لا تزال السلطات الإقليمية و الأطقم الطبية و الفعاليات المدنية و السياسية و النشطاء الفيسبوكيين… من يقظة و تحسيس و توعية وسط بيئة تقليدية و متداخلة لا مجال فيها لكسر الأعراف و الروابط بين السلطة و المجتمع .

التعليقات مغلقة.