بعد وقوع وفيات بسبب سم العقارب، وجراء العجز عن تأمين المصل المضاد للسعات العقار، لإنقاذ أرواح أطفال المغرب العميق،تحرك أنس الدكالي وزير الصحة،ليعلنعن انطلاق حملته التي تأتي مرارا بعض سقوط أبناء القرى والمداشر والمناطق الهشة ضحايا للسعات العقارب ولذغات الأفاعي.
عاشت منطقة الجنوب الشرقي للمملكة،على وقع وفاة كفلة سقطت ضحية لسعة عقرب عند منطلق فصل الصيف الحالي، نهاية الأسبوع الماضي، الضحية التي لا يتجاوز عمرها الأربع سنوات، ماتت متأثرة بلسعة عقرب خطير.
ونشر أحد أقاربها تدوينة له، بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك”، قال فيها إن قريبته وافتها المنية، نتيجة عجز مستوصف عن تأمين مصل مضاد للسعات العقار، التي تطارد أرواحهم عند حلول كل فصل صيف.
وسرد حيثيات وقائع الحادث قائلا ” تم نقلها إلى مستوصف النقوب، ثم ماتت، وهي في طريقها، إلى مسشفى مدينة ورزازات” وحمل مسؤولية وفاة الطفلة إلى الحكومة متهما إياها بالعجز في توفير المستوصفات، وتجهيزها بالأمصال في الجنوب الشرقي.
وبعد أسبوع من هذا الحادث، ستعلن لنا وزارة الصحة عن إطلاق الحملة الوطنية لمكافحة التسممات الناتجة عن لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، أول أمس الإثنين، من أجل تحسيس الساكنة بمخاطر هذه التسممات التي تتزايد في فصل الصيف.
وقالت وزارة الصحة إن أهداف هذه الحملة التي أطلقها وزير الصحة أناس الدكالي، هو تعزيز محاور الإستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، وتدعيم إنجازاتها على المستوى الجهوي، خاصة على مستوى الجهات المعرضة للخطر.
وتتمحور هذه الحملة حول أربعة محاور تتضمن إجراءات لتقليص احتمالات الإصابة وأخرى تتعلق بالبيئة، وإجراءات تتعلق بسلوكيات السكان وتدخلات مهنيي الصحة، إضافة إلى العمل على تحسين التكفل بالضحايا، والتنسيق البيقطاعي إلى جانب العمل الذي تقوم اللجنة الوطنية لمحاربة التسممات والتي أحدثت منذ سنة 2013.
وقال أناس الدكالي في تصريح له، إن المغرب يسجل سنويا 30.000 حالة للسعات العقارب و350 حالة للدغات الأفاعي.
وأضاف أن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي مكنت من تقليص نسبة الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب من 2,37بالمائة سنة 1999 إلى 0,18بالمائة سنة 2018. وكذلك تقليص نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي من 8,9بالمائة سنة 2011 إلى 1,7بالمائة سنة 2018 .
وأكد أن الهدف يبقى هو الوصول إلى عدم تسجيل أية حالة وفاة جراء هذه التسممات من خلال تحسين شروط التكفل على مستوى المستشفيات وكذا التعاطي مع العوامل الاجتماعية والبيئية ذات الصلة بهذه التسممات.
وشددت رشيدة السليماني بن الشيخ مديرة مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية ،بالخصوص على أهمية التعاون المتعدد القطاعات في مواجهة هذه الآفة التي تمس بشكل خاص الساكنة التي تعاني من الهشاشة،وأوضحت أن الهدف المنشود يتمثل في إرساء تعاون متين مع الجماعات المحلية وكذا مع قطاعات التعليم والفلاحة بشكل يمكن من وقاية أفضل من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي.
وجاء إطلاق الحملة الوطنية بالتزامن مع أشغال اليوم الوطني لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي والذي عرف مشاركة مسؤولي وزارة الصحة، ومدراء المراكز الاستشفائية الجامعية، والمدراء الجهويين للصحة، ورئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، إضافة إلى ممثلين عن القوات المسلحة الملكية، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، وأعضاء اللجنة الوطنية الاستشارية لليقظة السمومية، وممثلي الوزارات المعنية ، وعدد من البرلمانيين وممثلين لبعض فعاليات المجتمع المدني.
التعليقات مغلقة.